الولادة: –
الوفاة: –
البستاني التقي
لا نعرف عن هذا الشهيد إلا ما رواه عنه أستييروس أسقف أماسا Astenius of Amasea. عاش الشهيد فوكاس بالقرب من سينوب Sinope على البحر الأسود، وكان يشتغل بزراعة بستان.
وفي عمله البسيط هذا كان متمثلاً بحياة الآباء القديسين الأولين، بل وحياة أبوينا الأوَلَيّن في جنة عدن. وكان القديس يمزج عمله بالصلاة، حتى تحول بستانه إلى معلم له ومصدر مشبع للتأملات في الخالق المبدع، وفتح بيته للغرباء والمسافرين ليستضيفهم. ولما كملت ثمرة محبته وخدمته للفقراء وجده الله مستحقاً أيضاً أن يقدم حياته من أجل المسيح.
استشهاده
يرى Combefis أنه استشهد في السنوات الأخيرة من حكم تراجان. أما Tillemont فيحسبه استشهد مؤخراً في عهد ديسيوس أو دقلديانوس، وهو يرجح الأخير.
استضافته للجنود قاتليه
حين ثار اضطهاد على المسيحيين، اُتهِم فوكاس كمسيحي وعُقِدت محكمة صورية حكمت بقتله أينما وُجِد. خرج الجنود لتنفيذ الأمر حتى وصلوا بالقرب من سينوب. وإذ لم يستطيعوا دخول المدينة، توقفوا بمنزله دون أن يعرفوه وقبلوا دعوته بالمكوث عنده. قدم لهم مائدة وأثناء الطعام أعلموه بهدف مهمتهم، وسألوه عن مكان تواجد المدعو فوكاس، فأجابهم بأنه يعرف الرجل معرفة وثيقة، وأنه سيخبرهم عن مكانه في الصباح.
بعد أن نام الجنود خرج فوكاس وحفر لنفسه قبراً وأعد كل شيء لتكفينه ودفنه، ثم أمضى الليل في إعداد روحه للساعة الأخيرة.
شجاعته
في الصباح ذهب إلى ضيوفه وأعلمهم أن فوكاس موجود وتحت أمرهم ليقبضوا عليه متى شاءوا، ولما سألوه عن مكانه أجاب القديس: “إنه هنا، أنا هو الرجل”. ذُهل الجنود من حبه وكرمه وشجاعته وثباته.
وفي البداية لم يعرفوا ماذا يفعلون مع هذا الرجل الذي استضافهم بِكَرَم شديد، وإذ رأى حيرتهم أجابهم قائلاً أنه يعتبر موته من أجل المسيح أعظم خدمة يقدمونها له. أخيراً بعد أن أفاقوا من ذهولهم وحيرتهم أطاحوا برأسه، وفيما بعد بنى المسيحيون في المدينة كنيسة كبيرة تحمل اسمه. وهبه الله عمل العجائب خلال رفاته حتى دُعي بالصانع العجائب Thaumaturgus. نُقل جسده إلى القسطنطينية في أيام القديس يوحنا ذهبي الفم، وقد ألقى القديس عظة بهذه المناسبة. أقيم دير في الموقع الذي وضعت فيه رفاته. قيل أن جزءاً من رفاته نُقل إلى كنيسة الرسل في فينّا.
ويُعتبر القديس المحبوب لدى البحّارة اليونانيين الذين يحسبونه شريكاً معهم في الطعام، فيجنّبون جزءً من ثمن طعامهم لاسمه، ويقومون بتوزيعه عند وصولهم إلى الميناء بسلام. يحتفل به اليونانيون المعاصرون في 22 يوليو و 22 سبتمبر. يدعوه القديس غريغوريوس النزينزي: “تلميذ المسيح المتجدّد”.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت