الولادة: –
الوفاة: –
تكاد تكون فيبي أشهر أنثى ورد اسمها في رسائل الرسل. لا نعرف عنها شيئاً غير ما دوّّنه القديس بولس في أول الإصحاح الأخير من رسالته إلى كنيسة رومية. والعجيب أيضاً أن التاريخ الكنسي لا يسجل عنها أي شيء.
يكاد الإصحاح الأخير من الرسالة إلى رومية يقتصر على أسماء بعض الأشخاص الذين يبعث بولس تحياته إليهم، ويذكر على رأس هذه القائمة الطويلة كلها – قبل الرجال – “فيبي خادمة الكنيسة التي في كنخريا”. يقول معلمنا بولس: “أوصي بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقدموا لها في أي شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة للكثيرين ولي أنا أيضاً” (رو 16: 1-2). واسم “فيبى” يعنى “بهيّة” أو “منيرة”، ومن اسمها نستنتج أنها كانت أممية متنصّرة. ففيبي في الأساطير اليونانية كان هو اسم أرطاميس إلهة القمر، فلم يكن والداها يهوديين. كما يدل الاسم أيضاً على أن المتنصرين من الأمم لم يحسّوا بأي حرج إن ظلّوا على أسمائهم السابقة لإيمانهم. وكانت فيبي هي المرأة الوحيدة بين أصدقاء بولس التي يدعوها أختنا.
يبدو أن فيبي كانت متبتلة، وكانت تقوم بخدمة فعَّالة في الكنيسة في منطقة كورنثوس. كما يبدو أنها كانت تخدم كشمّاسة في كنيسة كنخريا، إحدى مواني كورنثوس في بلاد اليونان. فالرسول بولس يذكرها على أنها diakonos وهي الكلمة التي تُطلق على من يقوم بخدمة الشمّاسية سواء كان ذكراً أم أنثى. ولابد وأن فيبي كانت تمارس عمل الشمّاسية النسائية، وفضلاً عن ذلك فقد كانت كاتبة الرسالة إلى رومية بناء على إملاء الرسول بولس.
بل وحملت هي نفسها هذه الرسالة إلى رومية. ليس من السهل أن نسلِّم بأن مهمة فيبي كانت مجرد توصيل الرسالة التي كتبها القديس بولس إلى كنيسة رومية، بل لابد أن يكون الرسول قد كلّفها بمهمة خاصة، وجد أن من الحكمة عدم الإفصاح عنها، وكل ما فعله أنه أوصى الكنيسة بتسهيل مهمتها. ولا شك أن تلك المهمة كانت شيء يتعلق بخدمة الكرازة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت