ليس الموارنة إلا فصيلة من السريان، مساكنها في شمالي فلسطين وفونيقي القديمة. وقد تلقت الإيمان المسيحي من فم المخلص ورسله الكرام، ولما عاثت بدعتا نسطور واوطاخي بالكنيسة في القرن الخامس، تشبث الموارنة بعرى الإيمان القويم، وحافظوا على وديعته الثمينة سالمة مصونة بعناية القديس مارون وتلامذته، فهذه حقيقة أثبتها الأحبار الأعظمون والمؤرخون المحققون، ولم يكن لها منذ القرن الخامس إلى القرن العاشر من معارض أو منكر. على أنّه قام في القرن العاشر على كرسي الاسكندرية افتيشيوس المعروف بسعيد بن البطريق الملكيين، فطعن على القديس بتهمة كان الأولَى بها أن تُعد بين الأقاصيص بحسب رأي الكاتب، قيل فيها أنّ مارون ابتدع بدعة المشيئة الواحدة، مع أنّ هذه البدعة لم تظهر في الكنيسة إلا في القرن السابع وكان القديس مارون قد توفّاه الله. أما العلماء الموارنة فقد تصدّوا لتزييف هذه التهمة، وأوضحوا بطلانها وثبوت طائفتهم على الإيمان الكاثوليكي في كل وقت. كتاب الحجة القاطعة الجلية على من ينكر ثبوت الموارنة في العقيدة الكاثوليكية، وهي ترجمة مقالة فرنسية رفعها إلى مجمع العاديات في رومة الحبر العلامة المطران يوسف الدبس (رئيس أساقفة بيروت سنة 1900).