الولادة: –
الوفاة: –
في أفريقيا في سنة 484م، أثار الملك الأريوسي هونِريك Huneric اضطهداً على الكنيسة كان ضحيته 4966 معترفاً وشهيداً، منهم أساقفة وكهنة وشمامسة وجموع من المؤمنين، وكان من بينهم الأسقفان المباركان فيلكس وكبريانوس، سيقوا إلى برية قفرة وموحشة من أجل تمسكهم بالإيمان المستقيم.
في هذه البرية عوملوا بوحشية وقسوة من المورز Moors. يصف شاهد عيان وهو الأسقف الأفريقي فيكتور Victor of Vita القصة بأكثر تفصيل. قام الملك هونِريك بنفيهم بالمئات إلى الصحراء الليبية، حيث فنوا من جراء الأهوال البربرية الشديدة التي لاقوها. كانوا يوضعون بأعداد كبيرة في مبانٍ صغيرة، حيث زارهم الأسقف فيكتور، وبعد مدة طويلة صدرت الأوامر باقتيادهم في الصحراء فخرجوا يترنمون بالمزامير.
كان القديس فيلكس أسقف أبِّر Abbir رجلاً كهلاً مصاباً بشلل نصفي، فلما قيل للملك هونِريك أن من الممكن ترك هذا الشيخ ليموت في منزله أجاب أنه إذا لم يمكنه ركوب الخيل يمكنهم ربطه من رجليه وجرّه، وكانت النتيجة أن الشيخ القديس أكمل الرحلة البشعة مربوطاً على ظهر جحش. ومن قسوة الرحلة لم يستطع الكثيرون – منهم شباب وأشداء – إكمال الرحلة والوصول إلى النهاية، إذ كانت تُلقَى عليهم الحجارة ويُدفَعون بأسِنّة الحراب لدفعهم على المشي، فهلك الكثير منهم من الوهن والإعياء.
وكان القديس كبريانوس الأسقف يقضى وقته وجهده وماله في العناية بهؤلاء المعترفين وتشجيعهم، حتى قُبِض عليه هو الآخر واستشهد من جراء العنف والقسوة التي عاناها.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت