يعرف الإنسان الله، لكنه لا يدركه تمام الإدراك، فالله يُعرّف نفسه للإنسان، وهذا ما سمّاه الآباء "الإعلان الإلهي" ولكن الإنسان ينمو في معرفة الله بقدر صدقه وحبه للحقيقة، ويظل الله "غير مُدرَك". والله يعلن عن نفسه في خليقته، في جلال الطبيعة وتناسقها، في الإنسان وضميره الحي، ومن خلال الأنبياء الأُمناء حاملي رسالته، ويكمل الإعلان الإلهي بتجسد الكلمة.
تغوص المؤلفة في كتاب لاعرفه لنتأمل في معاني معرفة الله من خلال شخصية المولود أعمى، الذي تعرّف على المسيح عن قرب في الوقت الذي تاهت معرفته عن كثيرين من المبصرين في جيله. وأيضاً في قصة الخلق وحياة آدم وحواء اللذان افتقرا إلى معرفة الله، رغم كل الإعلانات الأولى، ودخلا وأدخلا البشرية من ورائهما إلى ظلمة الفساد، حتى أنارها المسيح بتجسّده. إعداد د. نيفين عادل صادق ومراجعة وتقديم أبونا داود لمعي. من منشورات كنيسة مار مرقس - بمصر الجديدة.