الولادة: –
الوفاة: 346 م.
ولد أفرهاط الملقب بالحكيم الفارسي مجوسياً في بعض بلاد الفرس وتنصر وترهّب ونحله بعضهم اسم يعقوب ونسبوا إليه الأسقفية، وظنّ قوم أنه تسقف على دير مار متى! أما أسقفيته فلا دليل واضح عليها، وأما نسبته إلى الدير المذكور فمغلوط فيها لا محالة لأنه لم يكن عامراً في أيامه.
وتميز أفراهاط بالورع وأمعن في درس كتاب الله، فألّف بين سنة 337 – 346 كتاباً كبيراً اسماه البيّنات ذكرناه آنفاً، حوى ثلاثاً وعشرين مقالة، في الإيمان ومحبة القريب والصيام والصلاة والحروب والرهبان والتأبين وقيامة الموتى، والتواضع والرعاة والختان والفصح والسبت، ورسالة عامة إلى جماعة الأساقفة والقسوس والشمامسة في السيرة الفاضلة والمسالمة وهي من أبلغ العظات. وفي تمييز الأطعمة ودعوة الأمم الوثنية، وفي كون المسيح ابن الله، والبتولية وتشتيت اليهود والبر بالفقراء والاضطهاد والعواقب الأخيرة وحبة العنب.
وافراهاط في إنشائه صحيح الديباجة سهل الأسلوب غير متأنق، طويل النفس إلى حد الاملال، وتعليمه قويم، وإنما حدد مدة العالم بستة آلاف سنة فرّد عليه جرجس أسقف العرب – وحفظ من كتابه نسخ ثلاث أنجزت في القرنين الخامس والسادس وأحداها عُلقت عام 512 – أبرزه باريزو في طبعة أنيقة منقولاً إلى اللاتينية عام 1907 ونُقل إلى الالمانية.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام
من كتاب اللؤلؤ المنثور