هددت تركيا بعض النواب في ولاية ويلز الجنوبية الجديدة في أستراليا بمنع المشاركة في فعاليات تقام في مدينة كاليبولي (تشاناكالي) في تركيا عام 2015. وتلك النشاطات المزمع عقدها مكرسة لذكرى مئوية معركة مصيرية جرت في الحرب العالمية الأولى وستقام بمبادرة من الفروع العسكرية الأسترالية والنيوزيلاندية.
ان اتخاذ نواب ولاية ويلز الجنوبية الجديدة في أستراليا قراراً في الاعتراف بالإبادة الأرمنية له مدلول ظرفي، لكن الأمر لا يتعلق فقط بردود أفعال أنقرة عن الخطوات السياسية للاعتراف بالابادة. إنما هذه العراقيل التي تضعها أنقرة أمام النواب الاستراليين يمكن أن يكون لها دوافعها.
فولاية ويلز الجنوبية الجديدة الاسترالية هي الولاية التي اعترفت بجمهورية أرتساخ (كاراباخ) مؤخراً. فهذه الاعترافات المزدوجة هي الدافع الأول التي تدفع أنقرة الى اتخاذ خطوة أبعد من السياسية ضد النواب الاستراليين.
لا ننسى أنه بمبادرة من لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في استرالية قامت شخصيات استرالية بزيارة الى يريفان واستيباناكيرد. ولم تغفل عنها باكو وأنقرة. أن تمنع تركيا من حضور مراسم الفعاليات يعني منعهم من الدخول الى تركيا… هذا يذكرنا بالقائمة السورداء التي تعدها باكو وأنقرة أيضاً.
في الحقيقة الخطوات التي اتخذتها ولاية ويلز الجنوبية الجديدة تقلق قادة باكو وأنقرة..عدا عن مسألة “شخصية غير مرغوبة” التي أطلقتها باكو بالتنسيق مع أنقرة، هناك قضية هامة ينبغي الاهتمام بها عشية مئوية الابادة الأرمنية.
ان القضية التي أثيرت تقع تحت غطاء مئوية معركة مصيرية جرت في الحرب العالمية الأولى، ولا علاقة لها بالابادة الأرمنية.
لماذا أنقرة تبدي قلقاً كهذا ؟..يبدو أن الأمر أبعد من اعداد قائمة شخصيات غير مرغوب بها ودفع الضريبة باكو. أنقرة تشعر بالخطر من ظاهرة إثارة الابادة الأرمنية في إطار كهذها.
والعالم يتحضر لإحياء مئوية الحرب العالمية الأولى، والتذكير بالحوادث التاريخية والابادات التي جرت حينها. نحن لا نتحدث عن مبادرات أرمنية فقط، بل في إطار المشاريع العالمية، التي ستنقل رسائل الدول العظمى ينبغي عليها الالتفات الى مسائل ملحة تتعلق بالتاريخ الحديث. ويمكن أن يكون لها علاقة مع أنقرة، لذلك فإن مئوية الحرب العالمية الأولى ستشمل أيضاً مئوية الابادة الأرمنية. إن رفض أنقرة هو فعلياً محاولة لمنع هذا السلوك.
بقلم: شاهان كانداهاريان، رئيس تحرير جريدة أزتاك الأرمنية