كان لرسالتي بولس إلى أهل كورنثوس أثر غير متوقع في الكتاب المقدس. تبرز جلياً فيهما الشؤون الرعائية للجماعة المسيحية في القرن الأول في المدينة التي عرّفها الذهبي الفم على أنها "ما زالت المدينة الأولى في اليونان". كيف أمكن لجماعة نحتها الصليب أن تعبر عن ذاتها في مدينة عرّفها الذهبي الفم " مليئة بالخطباء والفلاسفة" ومفتخرة قبل كل شيء بغناها العظيم؟ كيف أمكن الحفاظ على وحدة الكنيسة فيما كان المؤمنون البارزون المستغلون الحقيقة والحكمة، يقسّمون جسد المسيح؟
هنا يكمن التحدي بالنسبة لبولس الرسول. وفيما يكتب الرسول كان الآباء يستندون إليه معجبين بحكمته الرعائية ومعلقين عليها. يفسح كتاب التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدس (العهد الجديد) 7 المجال لنمط جديد في قراءة هذين النصين (رسالتا بولس الرسول إلى أهل كورنثوس). فيقدّم التفسير الآبائي والرعائي واللاهوتي سنداً روحياً وفكرياً لمن يودّ قراءة بولس مجدداً بذهن وقلب منفتحين. نقله من اللغات الأصلية الأب الدكتور ميشال نجم بالاشتراك مع فريق من الناقلين والمحررين. ومن منشورات جامعة البلمند.