يا رب
بيوتك تُهتك، شعبك يُدحر
بناتك تُخطف، أبناءك تُنحر
رعاتنا تُأسر
أطفالك تُشّرد، أقلامهم تُكسر
أسمائهم ضاعت، مسحوا
آمالهم من الدفتر
يا رب
صراخ اليتامى يعود كالصدى
وهم على الأرصفة حيارى
بكاء الأرامل يجتاز المدى
لوثوا العذارى، جعلوا
حياتنا دموع وإهانات
وصحارى
يا رب
العالم أضحى غابة
جوع و خوف وضياع
قادة! نصّبهم إبليس
على العالم سادة؟
أصدروا أحكامهم بالإعدام
على البشرية
والمحكوم منها بالمؤبد
تم إستعباده
يارب
أنقذنا من أشرار هذا العالم
سلبونا حرياتنا، خطفوا
بناتنا وأخواتنا
أسروا خدامك
فتحوا أبواب الحظيرة
للذئاب الجائعة، دنسوا هيكلك
قتلوا الخراف المسالمة
حتى الرضع منها لم
يتركوها سالمة
يا رب
الشر ساد قلوب هذا العالم
سلم للشيطان قيادتنا
أضحى الآمر، الناهي
بالمطلق هو الحاكم
يارب
أنر دروب الخطاة
أفتح بصيرة الأشرار ليعرفوك
و يروا بأمِّ إعينهم براعة
الشموع والأنوار
يا رب
خلصنا وإلمس أعدائنا
لمسة شفاء
ليهجروا القتل والنحر والرياء
يا رب
خلص الأشرار من شرورهم
” انهم امة عديمة الراي ولا بصيرة فيهم”
لا يعرفون إلا البغضاء والعداء
يا رب اليس إنتَ القائل :
“اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم”
ها نحن نسأل ونطلب ونقرع يا سيد
نركع بخشوع، نبكي بدموع
لتلمس الإنسانية لمسة شفاء
لتعرفك ويعم سلامك المعمورة
وينعموا بأمطار نعمتك
يا رب
ظللنا وظلل الأشرار بظلك
ليعودوا الى أحضانك كأبناء طاعة
ناشدين محبتك وسلامك وحنانك
يا رب انت وحدك القادر
لإنك المخلص الأوحد
يا رب
أغفر زلاتنا و أرحمنا
ألستَ أنت القائل:
من يتبعني لا يمشي في الظلمة
ها نحن نقتفي خطاك راكعين
لإننا على يقين تام
بإنك الحق و الطريق والحياة!
بقلم: المحامي نوري إيشوع