منذ أن كان الإنسان وسؤال واحد يتردد على لسانه: من أنا، ومن أين أتيت، وما هو مصيري؟ هذا السؤال الذي طرحته الفلسفات القديمة والمعاصرة على حد سواء، هو نفسه السؤال الذي طرحه اللاهوت المسيحي منذ أن كانت بشارة السيد المسيح، والذي حاول جاهداً أن يجيب عليه انطلاقاً مما جاء في العهدين، القديم والجديد، وفي رسائل القديس بولس والرسل، وعند آباء الكنيسة جميعاً. ونظراً لتطور الرؤيا اللاهوتية حول الانسان من خلال تطور العلوم الكتابية والعلوم الوضعية، حاول آباء المجمع الفاتيكاني الثاني أن يطرحوا مفهوماً جديداً للانسان يكون بمثابة انطروبولوجيا كنسية جديدة تتوافق وتقدّم العلوم جميعها. فمعطيات الانطروبولوجيا المسيحية قد ثبتت بالتحديدات اللاهوتية على مر العصور، ولم يكن جديدها جديداً بالفعل إلا في الطرح الجديد الذي طرحه المجمع الفاتيكاني الثاني، موضوع الدراسة في هذا الكتاب.
كتاب الانسان في المجمع الفاتيكاني الثاني تأليف المطران عبده خليفة (رئيس أساقفة أوستراليا للموارنة سابقاً). من موسوعة "عظماء المسيحية في التاريخ" ومن منشورات المركز الرعوي للأبحاث والدراسات - الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية المارونية - لبنان.