في زمن الميلاد هذا والفرح يملأ قلوبنا والعالم، علينا ان نعلن ونقول ان يسوع هو حقيقة وليس كما يظن البعض انه «ميثة» او اسطورة، او خرافة. نحن نؤمن انه اله حق وانسان حق تجسد وولد وصلب ومات وقبر وقام لاجل خلاصنا، وليس شخصية اسطورية خيالية .
في العدد من تشرين الثاني – كانون الاول 2016 الذي تنشره جريدة Le monde des religions كان الموضوع الهام والاساسي هو حول شخصية يسوع المسيح: هل هو حقيقة واقعية وجدت في التاريخ والجغرافية والمجتمع. وان جميع ما عاشه وعلمه واتمه من عجائب ومعجزات، وما تحمله من الالام وعذاب وجلد وصلب وموت وقبر وقيامة هي احداث تاريخية حقيقية ام هي ميثة من نسج الخيال والتوهم؟ او خبرية لا واقع لها؟ ام هو اسطورة وحكاية مضخمة وخرافة من فيض هلوسات الدماغ وابداعه لحقائق غير موجودة يولدها ارضاء لشفائه من معطوبيته وتبعيته وخوفه وعجزه وعدم امانه واستقراره انا لست من هذه النظرية بل ايماني وعلمي يقولان لي حقيقة يسوع التاريخية المتجسد والمولود من عذراء وانه صلب وعذب ومات وقبر وقام على عهد بيلاطس البنطي. وحدث يسوع حدث حقيقي تاريخ زمني.
المصادر التاريخية، تاسيت، بلين الصغير هيرودتس
اهم المراجع التاريخية التي سجلها لنا بعض الكتاب والمؤرخين هي لـ تاسيت TACITE ولـ بلين لو جن Pline le jeuneوهما من اشهر الكتاب الرومان باللغة اللاتينية وانا قرأت، لمعرفتي باللغة اللاتينية، نصيهما بلغتهما اللاتينية الاصلية، وهذان الكاتبان ليسا مسيحيان كمار بولس في رسائله او مار بطرس او كما ورد في كتاب اعمال الرسل او كتب عنه هيرودتس المؤرخ الكبير.
بعض يشك وبعض يؤكد
هذا الشك بحقيقة يسوع التاريخية راود بعض الكتاب المعاصرين ومنهم اللاهوتي الاميركي: Robert M Price وهو ينكر حقيقة وجود يسوع «Jesus mythe ou realite» (page 26) بينما يشدد ويؤكد البروفسور Joseph Hoffuranعلى حقيقة وتاريخية وجود يسوع «Jesus mythe ou realite» (page 26) Jeremy andre (page 26).
كتاب مدروس وميرفت وجرجس
ويبقى كتاب الاب د. بيتر مدروس والاستاذة ميرفت عطيه: «حقيقة المسيح ومصداقية الانجيل» سلسلة قضايا، منشورات المكتبة البوليسية – جونيه 2015. من اهم الدراسات في اللغة العربية حول هذا الموضوع في الصفحات (17 – 38) وفي هذا الكتاب العلمي الشيق والهام نجد الكثير من المراجع والشواهد على حقيقة حدث وجود يسوع التاريخية والزمنية يجب قراءتها والتمعن فيها.
صدر امر من اوغسطس قيصر صعد يوسف ومريم الى بيت لحم
اوغسطس قيصر شخص وجد فعلاً في التاريخ واوامره تسجل في حوليات الامبراطورية الرومانية ويوسف ومريم كانا في الناصرة واطاعا امر القيصر وصعدا الى مسقط رأسيهما بيت لحم ليكتتبا هناك، كما هي العادة عندنا في ضياعنا وقرانا اليوم حيث نعود اليها في افراحنا واحزاننا والكثير من واجباتنا. هناك في بيت لحم ولدت مريم طفلها يسوع ولفته بالاقمطة، وسمته يسوع. (لوقا)
هذه حقائق تاريخية واقعية وليست اساطير وقصصاً وحكايات وخرافات او ميثة من الميثات Les mythes غير الموجودة، بل هي من تخيلات الخيال. ثم عاد يوسف ومريم ويسوع الى الناصرة حيث عاشوا هناك الى ان ابتدأ يسوع رسالته العلنية بعد عماده في نهر الاردن وظهور الروح القدس عليه بشبه حمامة وسماع صوت الاب يقول من السماء: هذا هو ابني الحبيب.ونص لوقا الانجيلي عن الميلاد يذكر الاحداث بدقة ويذكر الاشخاص بواقعية، الرعاة، هيرودس، الملوك المجوس وحتى الملائكة في السماء، ويسمي يوسف ومريم ويسوع.
الجغرافية تتكلم
وهناك اسماء رؤساء الكهنة حنانيا وقيافا وهناك اسم بيلاطس وهيرودس وسمعان القيرواني وقائد المئة الروماني واللص برأباس والكثير من الاسماء الواردة في الانجيل خاصة اسماء الرسل واسماء الامكنة صور، صيدا، كفرناحوم، اورشليم، بحيرة طبريه، فهل يعقل ان تكون اسماء الامكنة الباقية الى اليوم ايضا هي اسطورية، خرافية، ميثية؟؟ صعب علينا جداً ان نقبل بهذا ونكذب حتى الجغرافية.
ويبقى لنا اهم المراجع في الاناجيل وخاصة في كتابات دانيال روبس وكارل راهز،وكولمان، وبولتمان وكاسيرس والبابا بندكتس السادس عشر في كتابه العظيم الرائع والعميق عن يسوع الناصري والكثير من الكتاب والباحثين والعلماء واللاهوتيين من جميع انحاء العالم. فيسوع هو موضوع ايماننا وحبنا وهو تعذب وتألم وصلب ومات وقام لاجل خلاصنا ومن اجله استشهد الشهداء وتقدس القديسون والنساك والابرار.
خاتمة
اما نحن ،فنؤمن باله واحد اب ضابط الكل خالق السماوات والارض، كل ما يرى وما لا يرى.
وبرب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد المولود من الاب قبل كل الدهور. اله من اله، نور من نور. اله حق من اله حق. مولود غير مخلوق، مساوٍ الآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء. الذي من اجلنا، نحن البشر، ومن اجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار انساناً، وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألم ومات وقبر وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب. وصعد الى السماء وجلس عن يمين الله الاب. وايضاً يأتي بمجد عظيم ليدين الاحياء والاموات. الذي لا فناء لملكه… له القدرة والمجد الى ابد الآبدين آمين.
البروفسور الاب يوسف مونس/الديار