دراسة المخطوطات القديمة وتحقيق النصوص، تُعتبر علماً في حد ذاته، يهدف إلى الحفاظ على التراث الإنساني بصفة عامة. ومهمة علماء الليتورجيات في تحقيق ونشر المخطوطات التي تحوي نصوصاً ليتورجية - أي نصوص الصلوات التي كانت تستعملها الكنيسة - لا تهدف فقط إلى حفظ هذه النصوص من الضياع، ولكن هذه النصوص القديمة تلقي ضوءاً باهراً على حياة الشعب المسيحي في العصور القديمة، وبالأكثر على إيمان هذا الشعب ومعتقده، وعلى مفهومه لسر الثالوث وسر الإنجيل وسر التجسد والفداء. فنصوص الصلوات القديمة، وخاصة النصوص التي تُمارس كل يوم، مثل الصلوات الموجودة في كتب الأجبية والخولاجي والابصلمودية، تشرح لنا إيمان الكنيسة وإيمان الشعب المسيحي الذي كان يلهج بهذه الصلوات كل يوم وكل ساعة، لأن مثل هذه المخطوطات كانت تُنسخ للاستعمال اليومي، سواء الشخصي أو داخل الكنائس والأديرة.
يحوي الكتاب النص الأصلي المكتشف، في لغته القبطية، مع ترجمة للنص باللغة العربية، مع تقديم بعض التعليقات على النص ،وكذلك الكلمات اليونانية المستعملة في النص القبطي. كتاب خولاجي الدير الابيض مترجم عن اللغة القبطية، دراسة الأنبا إبيفانيوس (أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار). تصميم الغلاف ميلر عزت، من منشورات مدرسة الإسكندرية.