روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) صمدت طروادة المدينة الرومانية الشهيرة في الحصار لسنوات عديدة ولما لم يستطع أعداءها الإستيلاء عليها في الحرب دبّروا خدعة ماكرة لكي يحتلوها ، فقد سحبوا جيوشهم المحاصرة للمدينة ولكنهم تركوا حصانا كبيرا براقا وجميلا من الخشب الثمين كانوا قد خبأوا فيه عدد من خيرة جنودهم.
وقعت طروادة في الفخ حينما نقب اهلها ثغرة في سور مدينتهم العالي ليدخلوا ذلك الحصان الخشبي الضخم غنيمتهم العظيمة ، وما ان ثغروا سورهم الواقي حتى هجم عليهم اعدائهم من داخل الحصان البراق والمختبئين حول المدينة فسقطت طروادة المنيعة حالا في ايدي اعدائها.
ان لنا عدوا متخفيا حقودا وقتّالا وهو ابليس ومع اننا لا نراه لكنه يظهر في الأفكار الشريرة التي يهاجم بها أذهاننا واذا انطلت علينا تضاليله وسمعنا له شابهنا تلك المدينة .
يخفي الشيطان شيطانيته ويغيّر هيئته كملاك نور “ولا عجب.لان الشيطان نفسه يغيّر شكله الى شبه ملاك نور”. 2 كورنثوس 11: 14 يتظاهر لنا باحتيال ومكر وبدهاء بأنه تقي وشريف ومهتم بنا ولكنه كذاب ومنافق ، وهو يحاول بكل قواه ان يبقي النفس البشرية في الظلمة حتى لا ترى النور . وهو يشتاط غيظا عندما يُعلَنْ الإنجيل لأحد من أسراه الذين في قبضة يده .
الإنسان العادي بشكل عام عادة يكون محبوبا ومقبول من العالم إلا أنه في تلك اللحظة التي يقبل فيها ذلك الإنسان كلام الله يصبح مُحتقراً ومكروهاً، وقد يبدو هذا بالشيء الغريب علينا وعلى الإنسان نفسه ولكننا لا نشك في أن ابليس هو المحرك لكل هذا . ان الشيطان اقوى من الإنسان ولا يستطيع أحد البتة ان يهرب من تضليله وخداعه ولا من كذبه المتقن واحتياله اذا استعمل قوته الشخصية . وتعلن لنا كلمة الله بأنه إله هذا الدهر ” إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله” (2كورنثوس 4:4).
ولكن ابشر أخي: انه يوجد من هو أقوى من أبليس: إنه الرب يسوع المسيح . هذا هو المحرر الذي نعلنه ونقدمه لك . نحن لا نقول عن يسوع انه يقول الحق فحسب بل انه هو نفسه الحق ، وخارجاً عنه لا يوجد حق مطلقاً.
هذا لا يخيفنا من الإقتراب من المسيح كونه الحق المطلق لأنه مملوء أيضاً بالرحمة والنعمة ويحب جنسنا البشري حتى الموت. حيث نراه وهو يكلم تلك المرأة ذات الماضي المخجل ويقول لها : اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى هنا ، وما كان من المرأة إلا ان اعترفت بحالتها الردية فيقول لها يسوع: قد قلت الصدق وبكلمات قليلة اظهر لها بأنه يعلم كل شيء . وهكذا نرى كيف لمس الرب يسوع قلب المرأة وجدد نفسها بدون أي توبيخ أو لوم .
إن الرب يسوع المسيح لا يوبخ أحدا من الذين أخطأوا في عدم الإيمان . أنه يطلب منهم فقط ان يدركوا حالة الخراب التي هم فيها وان يقبلوا الإيمان به ليخلصهم من الخطية وسلطانها وما تحتم عليها من قصاص دنيوي وأبدي رهيب . ان الرب يحفظ غضبه لأولئك الذين يقاومون بشارة نعمته ، لأولئك الذين يفضلون البقاء في الظلمة لأولئك الذين إذ يفتح لهم الباب يفضلون البقاء في سجن خطاياهم وعاداتهم الردية . لأولئك سيغلق الباب قريبا إلى الأبد.
“18 الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.19 وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة.20 لان كل من يعمل السيّآت يبغض النور ولا يأتي الى النور لئلا توبخ اعماله.” (يوحنا 3: 18-20)
“.الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يوحنا 3 :36)
عطية