أحب الراهب مكاري الأنبا مكاريوس بكتاب مزامير التوبة أن يتناول العمق اللغوي الذي لمزامير التوبة السبعة بما تحمله كلماتها اليونانية الأصل، التي نُقلت عن النص العبري من عمق، وذلك من منطلق أنّ الدراسة التفصيلية التي لقواعد اللغة اليونانية النحوية تعطي تفاوتاً أوسع في الشرح والتأمل بدرجة أكثر من بعض اللغات الأخرى. وهكذا أحب أن يربط بين الجانب اللغوي وبين التأمل الروحي لكي يستدل القارئ على الناحية الروحية بالرجوع إلى الناحية اللغوية، وهكذا لكي ما يتيقن من الناحية اللغوية بتطبيقها على الجانب الروحي التأملي. بيد أنه اعتمد بهذا الكتاب على الترجمة القبطية بالنسبة لثلاثة مزامير هي: المزمور السادس والمزمور المائة والثلاثون والمزمور المائة والثالث والأربعون، وذلك من منطلق أنها المزامير الأكثر استخداماً بكتب السبع صلوات النهارية والليلية، والتي اعتاد الكثيرون على ألفاظها ومصطلحاتها، وفي أغلب الأحيان حفظ الكثيرون الأجزاء العظمى منها. أما المزامير الأربعة الأخرى فقد أوردها بالرجوع إلى الترجمة البيروتية، ولذلك فقد أضاف إليها التشكيل لتسهيل قراءتها وفهم المقصود من كلماتها، بالنسبة للقارئ الغير معتاد على الألفاظ والمصطلحات التي وردت عن النصين العبري واليوناني. طُبع الكتاب تحت اشراف الأنبا استفانوس (أسقف ببا والفشن وسمسطا).