هذه كلمات من نور، انبثقت من عقل إنساني يذوب حباً وفكراً في قضايا الإنسان، ومن روح قد سكنها روح الله فامتلأت بالجرأة والصراحة، تفيض نقاءاً وطهراً. أي إبداع أروع من أن توحّد بين الايمان وبين الواقع، بين التخيّل واختراق الزمان والمكان، وبين قضايا معاصرة تُلحّ على من يمتلك ضميراً إنسانياً واعياً وفهماً حقيقياً لكلمات الإنجيل وممارسة نقية للقيم المسيحية السامية؟ وهذه الحكايات الصادرة عن عبقرية الروح، قد تصدم عقلنا العربي صدمة إيجابية، قد تخدش تقاليدنا الشرقية المتجمدة من ألفي سنة: فكيف للمسيح أن يعلّم طفلاً ركوب درّاجة أو أن يحضر اجتماع خريجيّ المدارس أو أن يخرج فيلماً، أو أن يشارك في حفل الأغنياء وأرباب الثروات، أو أن يصبح مهاجراً غير شرعي في بلاد الثلج والضباب؟
إنها صورة للمسيح ابتدعها الأب هنري بولاد اليسوعي وجعله يعيش مجدداً في عصرنا وقضايانا وهمومنا، في روحانية شفافة مزجت التاريخ بالحاضر، المثالية بالواقعية، المسيح الحي بالإنسان الحي. "امثال يسوع بين الامس واليوم" أعدّها للنشر د.ممدوح صدقي زخاري، قدّم لها الأنبا يوحنا قلته، تصميم الغلاف جان قرطباوي، طباعة أيس ديزاين أند برنتنغ سنتر، نشر دار المشرق - لبنان.