القداس الإلهي هو خروج من هذا العالم وارتقاء إلى السماء، والمذبح المقدس هو رمز هذا الارتقاء ووسيلة تحقيقه، فالمسيح صعد إلى سماء الأسرار، وسماء الأسرار هي الكنيسة. وسر الإفخارستيا هو سر تحوطه الهيبة والجلال، وتتباين طقوسه البديعة بين كنيسة وأخرى، إلا أنه يمارس في كل منها وسط أجواء من القدسية، بأيقونات وشموع وبخور وألحان، وسجود وقيام، وركوع وبسط يدين، وإحناء رأس ورفع عينين إلى السماء، مصحوبة كلها بنصوص ليتورجية تتفق في خطوطها الأساسية الأولية بغاية الإتقان.
وكتاب القداس الإلهي - سر ملكوت الله - ج2 إن كان يشير أحياناً إلى الجانب اللاهوتي أو الروحي للقداس الإلهي، إلا أنه يركّز أساساً على الجانب الطقسي العملي، أي الترتيب الطقسي للقداس الإلهي، كيف كان شكله الأولي البسيط وكيف تطورت ممارساته الطقسية حتى صارت إلى ما هي عليه الآن. وفي هذا الجزء الثاني يحدّثك القس اثناسيوس المقاري (راهب من الكنيسة القبطية) عن طقس قداس المؤمنين، مع ملاحق هامة في نهاية الكتاب، ولا سيّما نص صلوات خولاجي القديس سرابيون صديق البابا أثناسيوس الرسولي مترجماً عن اليونانية. الكتاب من موسوعة "الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية". من سلسلة "طقوس أسرار وصلوات الكنيسة" ومن منشورات مطبعة دار نوبار - القاهرة.
أجزاء أخرى:
القداس الإلهي - سر ملكوت الله - ج1.