يطلعنا الكتاب على أقدم تسبحة عرفتها الكنيسة القبطية وهي تسبحة نصف الليل والسحر. تلك التسبحة التي نبتت فيها منذ عرفت المسيح، وتحدّد إطارها العام واكتملت عناصرها مع حلول القرن الخامس الميلادي، ولا زالت هي هي حتى اليوم تُرتّل منذ خمسة عشر قرناً من الزمان. تكتشف في ثنايا صفحات الكتاب أنّ تسبحة نصف الليل وتسبحة السحر لم يكونا أبداً وقفاً على الرهبان منذ البداية، لأنّ التسبحة التي نتكلم عنها نشأت أولاً في كنائس المدن، ومارسها الشعب بحضور الأسقف، واستمر هذا الحال لقرون كثيرة قبل أن تنتقل هذه التسبحة إلى الصحراء، لتحفظها كنائس الأديرة كأعظم تراث ليتورجي حفظ للكنيسة بقاءها حتى اليوم. بقلم القس اثناسيوس المقاري (راهب من الكنيسة القبطية). الكتاب من موسوعة "الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية". من سلسلة "طقوس أسرار وصلوات الكنيسة" ومن منشورات مطبعة دار نوبار - القاهرة.