من المعروف أن اللغة السريانية تغلغلت في مختلف أنواع المعرفة لا بل جُعلت قالباً صبّت فيه كل قوى الفكر الشرقي القديم، من الأدب والفلسفة والمنطق والطبيعيات والرياضيات والفلك والمساحة والطب والتاريخ والموسيقى والجغرافية، هذا بالإضافة إلى العلوم الدينية والكنسية كالكتاب المقدس ضبطاً وتفسيراً وترجمةً واللاهوت والفقه. وإذا أمعنا النظر في بنية اللغة السريانية نراها بألفاظها ومقرراتها ومصطلحاتها قد وفّت بالغرض المطلوب وأدت المقاصد المنشودة، وقد قويت يوم كانت أداة لنقل علوم اليونان إليها منذ القرن الخامس الميلادي، وإلى العربية في القرن السابع وما بعده، ثم أخذت تزداد قوة ونشاطاً في القرون التالية. وهذا يعني أنّ اللغة السريانية تحوي طاقات جبارة هائلة، فهي صالحة وكافية للتعبير عن كل فن ومطلب، ففي الأدب بفرعيه، الشعر والنثر، نجد جمالاً وسحراً وبراعة، وفي العلوم الفلسفية نجد فيها قوة واستيعاباً وفي الفنون الأخرى نجد فيها الكفاية التامة. تأليف المطران مار سويريوس اسحق ساكا وإعداد وتقديم مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم.