لا يمكننا أن نتجاهل أهمية المزامير بالنسبة إلى المسيحيين، بما أنّ معظم الخِدم الكنسية والصلوات الخاصة مستمدة من هذه المزامير أكثر من أي جزء آخر من الكتاب المقدس. وكما يظهر الأب بولس نديم طرزي في خاتمة ثلاثيته "مدخل إلى العهد القديم"، انه من غير الممكن فهم هذه المزامير بمجرد قرائتها بلغة مترجمة عن الأصل العبري. ويزودنا الأب طرزي بخلفية أساسية قوامها لغة أولئك الذين كتبوا هذه المزامير واستعملوها ونشروها بالإضافة إلى ثقافتهم وتاريخهم. مما يقود إلى مفاهيم جديدة لمفردات عادية مثل ملك، إله، رب، عدالة... وكذلك فسر الأب بولس طرزي كيف استُعملت هذه المزامير في الصلوات وبيّن الأسباب. كما أن تفسيره أدب الحكمة يلقي الضوء على مفهوم الكتاب المقدس، ويؤدي تالياً إلى شرح كيف أن العهدين القديم والجديد يشكلان كتاباً مسيحياً واحداً موحداً يكون فيه للعهد القديم دور لا يقل أهمية عن العهد الجديد. " مدخل الى العهد القديم (المزامير والحكمة)" الجزء الثالث. تعريب نقولا أبو مراد. من سلسلة الدراسات الكتابية.