تزخر كتب الأنبياء في العهد القديم بالألغاز التي قد تُربك القارئ المعاصر. لمَ ادّعى عاموس أنه ليس نبياً؟ هل تزوج هوشع حقاً بزانية كما أمره الرب؟ أحقاً كانت "آية عمانوئيل" و "أناشيد العبد" الشهيرة في إشعياء نبوءات مسيانية؟ لم كل هذه الرؤى الغريبة في حزقيال وماذا تعني؟ بالإضافة إلى كل هذا من هو النبي؟ أو من كان وماذا كان كل واحد من الأنبياء يحاول أن يقوله لمعاصريه؟ لقد عالج الأب بولس نديم طرزي الكتب النبوية بطريقة مميزة أتاحت له الإجابة عن كل هذه الأسئلة وعن غيرها في الجزء الثاني من ثلاثية "المدخل الى العهد القديم (التقاليد النبوية)". بدءاً درس الأب طرزي وبالتفصيل عاموس كنموذج عن سائر الأنبياء، ثم ركز على الرسالة الفريدة وعلى الميزات الخاصة لكل الأنبياء الآخرين. وبهذا تمكن من معالجة مواضيع مهمة بعمق نادراً ما بلغه دارس في مدخل ما. الجزء الثاني يوازي الأول من حيث توضيح المستويات المختلفة من التقليد الموجود في كتب العهد القديم. قاد الأب طرزي قارئه إلى فهم النبي كفرد وإلى إدراك كنه الرسالة التي نقلها النبي شخصياً إلى معاصريه. فأظهر كيف أنّ كل طبقة من التقليد لا تحجب تلك الرسالة، لكنها تجعلها واضحة وقابلة للتطبيق في أجيال لاحقة. تعريب نقولا أبو مراد. من سلسلة الدراسات الكتابية.