يحوي الكتاب "اصداء ديرية" خطابات وكلمات محبوكة هادفة، يسعى فيها المونسينيور جورج يغيايان لعيش ملء كيانه الكهنوتي الأرمني والإنساني. من أولى كلماته حتى آخر صفحة منها تجدها تتغنّى بتاريخ أرمينيا وبأمجادها التليدة، فالشعب الأرمني اعتنق المسيحية على يد غريغوريوس المنوّر، وعرف أمجاد الحياة الرهبانية زمن نرسيس الكبير وباسيليوس. وبنى لذاته صرحاً ثقافياً غنياً فريداً انطلاقاً من أبجدية مسروب ماشدوتس، فسطر الملاحم العظيمة وثبت ثقافة أرمنية راهنة، خلّدت بحروفها النورانية تراثاً روحياً وليتورجياً وفنياً، لا تزال أصداؤه تتردد في حنايا الأديار والكنائس حتى اليوم، وحفظت من الضياع نصوصاً يونانية وسريانية، ما كانت لولا وجود اللغة الأرمنية. ويسرد في الكتاب صفحات الشهادة البيضاء التي سطرتها قوافل شهداء الأرمن على مر العصور منذ اعتناقهم الايمان المسيحي، مروراً بالقائد وارطان والمطران مالويان وبأفواج شهداء الإبادة التاريخية لعام 1915 التي راحوا فيها وقوداً يؤجج نيران المصالح السياسية والاقتصادية بين الدول. من سلسلة كتب أدبية أسسها ناجي نعمان عام 1991.