تعتبر شهادة الدم عند القديسين أسمى درجات الحب، لأنها بذل للحياة في سبيل الله، وهي الطريق المختصرة إلى ملكوت السموات. كما أنها تجسد البعد الفعلي لشهادة الكلمة، فالشهادة الحقيقية لله تعالى ليست مجرد قول، بل هي فعل حقيقي حتى ولو اضطر المبشر إلى سفك دمه شهادة لله. ولا ينال شرف شهادة الدم إلا من تسلح بالصبر والتسامح وترفّع عن شهوات الدنيا. وما يطمح إليه الشهيد من تضحيته هو أن يكون مع المسيح أبداً في ملكوت الله. في بدء المسيحية عندما كانت تُساق قوافل الشهداء إلى الذبح، أدرك آباء الكنيسة أن الاستشهاد هو سر انتشار الايمان المسيحي. ولما كانت المسيحية تقوم على الوفاء للمسيح المخلص، لذلك وفاءً منها لشهدائها وقديسيها، فقد خصصت الأعياد لذكراهم العطرة. وفي هذا المجال نشر الملفونو جوزيف اسمر ملكي سير هؤلاء القديسين الثلاثة في كتابه "الاقمار الثلاثة في سجل الشهادة: مار شربل - مار جرجس - مار بار بشابو".