يتحدث البعض عن انحصار موجة لاهوت التحرير، ولكن هذا يعود إلى الانحسار في الاهتمام بالسياسة العامة، ولا يعود جزئياً إلى ما اصطلح عليه بنهاية الايديولوجيات. كما أن للعولمة في جانبها الاستهلاكي المعمم أثره في تغيير نوعية القضايا التي تثير اهتمام البشر. ويواجه لاهوت التحرير كشكل راق في التدين مشكلات التحولات التي أصابت الدين والذي يعيش مأزقاً صعباً. في هذا السياق كان لقاء نخبة من المفكرين المتميزين للحوار حول لاهوت التحرير تحت رعاية الأخوة الجزويت، سانحة جاءت في وقتها لكي تلبي حاجة وضرورة دينية وسياسية إنسانية، ولتضع قيمة الروحانية مجدداً في الفكر والسياسة، ولكي تتجاوز الفصل المزيّف بين المفكرين حسب أديانهم ومذاهبهم، وليس حسب موقفهم من القيم الجوهرية للأديان المختلفة منذ بدأ الإنسان بحثه عن المتعالى والمقدس. يعتبر هذا الكتاب مساهمة في إحياء الفكر الإنساني في عالمنا بعيداً عن الانتماءات والولاءات التي تقسم وتجزأ عوضاً عن النظرة الشاملة. لأن موضوع لاهوت التحرير لم يقتصر على مصادره الأولى في المسيحية بل امتد إلى الإسلام . اشترك في صياغة هذا الكتاب الدكاترة أنور مغيث، حيدر ابراهيم وعاصم الدسوقي ومحمد السيد السعيد، حسن حنفي وماجي عبد المسيح، ويسرى مصطفى. والآب كريستيان فان نيسبان والأب وليم سيدهم اليسوعي، جمال البنا وريتا أيوب وفريدة النقاش ولونا فرحات وسليمان شفيق وسمير مرقص. "لاهوت التحرير - رؤية عربية اسلامية مسيحية" تحرير الأب وليم سيدهم اليسوعي.