يقول الأنبا بيمن أنه بسبب انتشار الاتجاهات التحررية في العالم الغربي، سواء في الدراسة اللاهوتية، أو في السلوك البشري، فقد انتشرت المذاهب المثيرة المتضاربة، وكثرت الآراء المتباينة في تفسير الكتاب المقدس، والنظرة إلى العبادة ووظائف الكنيسة. الأمر الذي دعا قيادات الفكر اللاهوتي أن يتجهوا إلى العصور الأولى للمسيحية، ليجدوا فيها الأسس اللاهوتية والروحية السليمة التي تبنى عليها جميع الدراسات الكتابية واللاهوتية والروحية والسلوكية، كما تصلح أن تكون المصدر السليم للوحدة المسيحية. ولما كانت الليتورجيات هي إحدى هذه المصادر الأساسية لدراسة المسيحية الأولى، فقد ظهر علم اللاهوت الليتورجي وكثرت الدراسات والأبحاث العلمية والروحية المتعلقة بهذا المجال، وبدأت الكنائس الشرقية (وهي التي حافظت على هذا التراث الثمين في عبادتها وكتاباتها) أن تقدم ما عندها لكي لا تنعزل عن تيار متدفق في الفكر المسيحي. يشرح الكتاب معنى كلمة ليتورجيا وأهميتها، الليتورجيا والاتجاه المسكوني، الليتورجيا والاتجاه الكوني، الليتورجيا والنظرة العصرية.