تحتفل الكنيسة في الثاني من شباط من كل عام,بعيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل .من هو هذا الشيخ …. سمعان ( بالسريانية شمعون ܫܡܥܘܢ) الشيخ كان واحداً من (72) شيخاً من اليهود الذين قاموا بترجمة العهد القديم (التوراة )إلى اليونانية ، والتي سميت بالترجمة السبعينية ( 208 ق.م ). فوقع على الكاهن الشيخ ترجمة سفر أشعيا فلما وصل إلى الآية( ها هي العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل ) رفض هذا القول فأراد أن يبدل كلمة ( العذراء , بـ الفتاة ) ولثلاث مرات ولكنه في كل مرة يعود ليراه مكتوباً ( العذراء ) فظهر له ملاك الرب بوحي من الروح القدس قائلاً له ( أنه لن يموت إلى أن يرى مولود العذراء هذا \” مسيح الرب \”) .
وطبقاً للناموس , و بعد التطهير, و في يوم الأربعين حملت مريم الطفل يسوع مع يوسف النجار وذهبوا لتقديم الرضيع لهيكل الرب (كما هو مكتوب في ناموس الرب إن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام ) ( لو. 2: 23- 24 ) المعروف عن اليمام أنه من أكثر الطيور جلبة وضوضاء , بينما الحمام فهو طائر وديع هادئ , وكان فادينا يسوع المسيح كذلك , فقد أظهر لنا منتهى اللطف والرحمة وكان كيمامة يسير في كل مكان ليملأه عطفاً وبركة وعزاء وليسمع العالم صوته وهي كلمة الخلاص للعالم أجمع . هذا الكاهن الصادق , التقي , المؤمن , البار , الذي أعطاه الرب بقوة الروح القدس أن يعيش طويلاً ليرى ويكحل عينيه (بالمسيح المنتظر ) الذي انتظرته الأجيال .
لقد حمل الشيخ المعزي بين ذراعيه وبارك وقال (الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام . لأن عيني قد أبصرتا خلاصك ) (لو. 2: 29-30 ) كما تحرر سمعان الشيخ من عبودية الجسد كذلك سيتحرر كل من يلبس المسيح كقول بولس الرسول ( أبصرت خلاصك ).( وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم). ( لو.2:34) . أعلن الشيخ أن الخلاص للجميع وإن كان شعبه إسرائيل الذي تجسد منهم وحل وسطهم (المسيح ) رفضه ولكن إسرائيل الجديد ضم كل الأمم وأعلن يسوع حبه لهم بفتح ذراعيه على الصليب لأجل خلاص جميع الأمم
وشخصية أخرى اشتهرت بالتقوى كانت شاهدة على دخول الطفل يسوع إلى الهيكل وهي حنة النبية التي يصفها لنا لوقا البشير في إنجيله المقدس، فزيارة الهيكل بعد أربعين يوماً أعطت دليلاً جديداً لأمّنا مريم العذراء وخطيبها يوسف البار لأن الطفل هو المسيح المنتظر، وهذا ما عرفته مريم العذراء من الملاك جبرائيل أولاً ثم من الرعاة وبعدها من المجوس. وها اليوم بعد أربعين يوماً من الولادة، شاهدٌ آخر يأتي من بعيد ويعطي شهادةً في حقيقة ما سمعته مريم العذراء وما عرفته عن يوسف البار. والكنيسة في هذا اليوم تؤكّد على أن زيارة يسوع إلى الهيكل هي بمثابة فرض تؤيده الكنيسة، فتطلب من العائلات أن تقوم بزيارة الهيكل خلال الأربعين يوماً من ولادة أطفالهم أسوة بما فعله يسوع المسيح عندما زار الهيكل.
وتتميز الكنيسة السريانية الأرثوذكسية عامة وكنيسة مار جرجس بحي السريان في حلب خاصة بتقديم أطفالها جميعاً في مثل هذا اليوم إلى هيكل الرب, لنيل بركة فادينا ومخلصنا يسوع المسيح وليعمل فينا بهدم الإنسان القديم وإقامة إنسان جديد .
ترتيلة : أيها الشيخ النبي
أيها الشيخ النبي. هللويا احمل اليوم الصبي. قوريليسون
مثل طفل مرتبي. هللويا ذا إله العالميــن. قوريليسون
هو ذا تمَّ الوعد. هللويا بُجل الطفل الصمد. قوريليسون
لك السعد له المجد. هللويا مِن بنين فارحيـن. قوريليسون
القراءة (إنجيل لوقا 2 : 25 ـ 35) :
” وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. فَأَتَى بِالرُّوحِ إلى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ. أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ. ﭐلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ. لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ. ﭐلَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ “.
أسرة قنشرين تهنئ كل فرد يقترن اسمه بهذا العيد
قنشرين