لقد تعوّد علماء النفس أن يقسموا حياة الإنسان إلى مراحل نفسية ثلاث هي : الطفولة والمراهقة والنضج. ونحن نجد بنعمة الله تقسيماً موازيا لهذه المراحل السيكولوجية عند التحدث عن القامات الروحية، نستخلصها من خلال تاريخ البشرية، وخاصة شعب الله في الكتاب المقدس. فهناك مرحلة الانسان قبل الناموس أو ما نسميها مرحلة آدم الأول، لأن فيها يعيش الانسان وفقاً لضميره الذي أودعه الله في آدم الذي سقط، وعاش باسلوب ومنهج معين، ثم هناك مرحلة موسى، وهذه المرحلة تتسم بالوصايا الطقسية والأدبية وكافة الشرائع التي أعطاها الله لموسى على جبل سيناء، وظل شعب اسرائيل يتعامل مع الله من خلال هذه الشريعة والوصايا التي يطلق عليها الكتاب كلمة الناموس. ولكن بمجيء الرب يسوع له المجد إلى عالمنا هذا، ظهرت مرحلة أخرى ليست كسابقتها ولكنها امتداد لها نحو الكمال، وهذه المرحلة هي التي نطلق عليها مرحلة النعمة أو الحياة حسب المسيح. بقلم الانبا بيمن.