من بين كل أسفار الكتاب المقدس، يبدو سفر الجامعة إلى حد ما غير قابل للتبويب، فلا يوجد شيء مشترك بينه وبين أسفار الشريعة، أو الأسفار التاريخية، ولا المزامير، ولا يشبه حتى سفر الأمثال رغم أن نظرته الفلسفية تجعله قريباً منه، إنه سفر متفرد يطلعنا على خبرة فريدة. عانى أيوب من أزمة تعاسة. ولو أنه كان سعيداً ولم يختبر كل التجارب التي نعرفها، لما كان له دون شك أن يتساءل عن كيفية الاستمرار في العلاقة مع الله ونحن نعاني مثل هذه الظروف. ولكن ها هو شخص، الجامعة، لم يكن تعيساً. بل لقد امتلك كل ما يبغيه إنسان بل وأكثر، ومع ذلك فهو يطرح سؤالاً يذهب إلى ما هو أبعد من سؤال أيوب: إنه السؤال عن السعادة. ما هي السعادة؟ وهل من الممكن الاستمتاع بها؟ والإجابة ليست واضحة. إن الغرض من هذا الكتيب الصغير هو توضيح بعض النصوص التي يُساء فهمها، وفي بعض الأحيان تكون ترجمتها غير واضحة، وذلك حتى لا يخفي الخطأ في القراءة حقيقة التناقضات التي تحملها الحياة، وحتى نمتلك شجاعة المواجهة لكي نصل إلى المعنى الحقيقي. بقلم دانيال لي. ترجمة القس يوسف سمير.