هذا هو الجزء الاول من سلسلة تتكوّن من عدة أجزاء تتحدث عن الفكر الإلحادي وكيف نجابهه. الإلحاد ليس حديثاً على التاريخ الإنساني، فهو قديم قدم الإنسان، فالكتاب المقدس يقول "قال الجاهل في قلبه: ليس إله" (مز14: 1)، ولكنه يظهر من آن لآخر لأسباب قد تكون سياسية أو اجتماعية، أو نتيجة لصدمات نفسية أو ضغوط دينية، أو سوء فهم لبعض القضايا الايمانية. لكن المفاجئة جاءت عندما لوحظ تنامي الفكر الإلحادي وبصورة كبيرة هذه الأيام في مجتمعاتنا العربية المعروفة بتدينها الشديد، ويبدو أن الظروف السياسية وانكسار حاجز الخوف الأمني بعد ثورة 25 يناير، مع محاولات الضغط الديني من الجماعات الدينية بعد أن تصدرت المشهد السياسي والمجتمعي والإعلامي، بالإضافة إلى الانفتاح الشديد على الثقافة الغربية المادية، والإنغماس المستمر والمتواصل على شبكات التواضل الاجتماعي أوجد بيئة مناسبة لهذا الفكر. لذلك يأتي هذا الجزء الاول من كتاب وهم الالحاد كمدخل عام عن الفكر الإلحادي شارحاً مفهومه وأنواعه، ثم يحلل ويناقش في تعليقات سريعة وملاحظات منطقية وعلمية وروحية الحجج والأدلة التي يستندون عليها، ثم يكشف الأسباب الحقيقية التي تشكل منابع للفكر الإلحادي، مع مناقشة لها. وأخيراً الآليات التي يستخدمها هذا الفكر للتغلغل في مجتمعاتنا، وكيف لنا ككنيسة أن نحمي شبابنا وأولادنا من هذه الأفكار الباطلة. من إعداد القس ابراهيم القمص عازر. مراجهة وتقديم نيافة الأنبا موسى.