قد يكون القلق أحد المشاكل الكبرى التي نعانيها، ولا سيما الشباب والشابات. وقد يتسبب عدم الاستقرار بمشاكل نفسية كثيرة متنوعة في الإنسان العصري، وعادة يستدعي زيارة الطبيب النفسي للمساعدة على معالجة هذه الظاهرة، متصورين أن العلاج ينحصر في الأدوية المهدئة وفي الجلسات النفسية. يريد الأب هنري بولاد اليسوعي من خلال صفحات هذا الكتاب أن يفتح باباً لحلّ هذه الظاهرة على مستوى أعمق، وهو العودة إلى الحياة الروحية حيث يكمن الحل الجذري. ففي نظره كل حل خارج هذا الإطار هو حل جزئي وغير ثابت. وفّر العالم المعاصر للإنسان العديد من وسائل الترفيه والكماليات، ولكنه لم يُشبع فيه رغبته الأساسية. فهناك فجوة ما زالت قائمة في حياته لم يستطع التقدم العلمي أن يسدها، والدليل على ذلك عدم ارتياح الإنسان بوجه عام. فمهما كثرت في الإنسان ممتلكاته وإمكاناته ولم يحصل على السلام الداخلي، سيظل يحتاج إلى الكثير. والتقدم العلمي والتكنولوجي سيترك الإنسان فارغاً. فعلى هذا الإنسان أن يجد مصدراً غيره للسلام على مستوى آخر من مستويات الوجود. إعداد د. ممدوح صدقي زخاري.