تمّ تأليف هذا الكتاب باليونانية قبل سنة 235 ميلادية، إلا أن هذا الأصل اليوناني قد فُقد، ولكن ظل نص الكتاب محفوظاً في كنيسة مصر في ترجمات قبطية، ثم عربية بعد ذلك، تحت اسم " الترتيب الكنسي المصري" بدون أن ينتبه أحد لذلك. وظلّ بحث العلماء دؤوباً عن كتاب "التقليد الرسولي" المفقود، والذي لم يكن معروفاً عنه سوى اسمه فقط. حتى أفاق العالم المسيحي كله على مفاجأة عجيبة في أوائل القرن العشرين، وبالتحديد في سنة 1910 م. ثم في سنة 1916 م. حين تيقّن العلماء إلى حقيقة أن الكتاب الذي حفظته كنيسة مصر باسم " الترتيب الكنسي المصري" هو هو كتاب "التقليد الرسولي" لهيبوليتس. وإنه أقدم نص كنسي نقلت عنه كل المصادر الكنسية القديمة الأخرى. وهكذا أسدت كنيسة مصر إلى الكنيسة الجامعة خدمة مسكونية جديدة تُضاف إلى رصيدها في هذا المجال. فكيف تمّ تحقيق النص الأصلي المفقود؟ وما هي علاقته بالمصادر الكنسية القديمة الأخرى؟ هذا ما يفصّله لنا القس اثناسيوس المقاري في هذا الكتاب.