ما هو أول شيء سوف يرد إلى ذهن أغلب المسيحيين عندما يسمعون أو يقرأون عبارة "ملكوت الله"؟ أو " الملكوت"؟ أعتقد أن النسبة الغالبة سوف تفكر في "الحياة بعد الموت" أو " السماء" وذلك على اعتبار أن المؤمنين الأتقياء بعد أن يموتوا سوف "يذهبون الى الملكوت". البعض ربما يفكر أيضاً أن الملكوت هذا هو شيء بعيد عن حياتنا اليومية، خاصة أننا في ثقافتنا الشعبية نقول عن الانسان شارد الذهن غير المتلامس مع الواقع، أنه هائم في "الملكوت"، أما من يقرأ الإنجيل بعناية، فسوف يجد أن ملكوت الله هو الموضوع المحوري الذي كان المسيح ينادي به ويعلّم عنه، بل ويربطه ربطاً وثيقاً بالحياة اليومية للناس، وذلك من خلال أمثال يشببّهه فيها بأشياء من واقع الناس، كحقل زرع فيه الفلاح حنطة، وجاء عدو وزرع فيه حشائش ضارة، أو كخميرة وضعتها ربة بيت في عجين لكي يختمر، أو شبكة صياد ملقاة في البحر جامعة من شتى أنواع السمك، وغيرها من أمثال الملكوت التي تمتلئ بها روايات الإنجيل. أما المعنى الحرفي المباشر لعبارة "ملكوت الله" أو "مملكة الله" فهو النطاق الذي فيه تكون إرادة الله هي النافذة، مثلما تكون أي مملكة هي مساحة الأرض التي فيها إرادة الملك نافذة. بقلم اوسم وصفي.