اختتمت اللجنة التنفيذية لمجلس رؤساء الكنائس في الشرق الأوسط أعمالها في القاهرة أمس، وذلك بلقاء صلاة مع البابا تواضروس الثاني في كنيسة مار جرجس في مصر الجديدة. وتزامن اللقاء مع احتفال قداسته بعيد ميلاده الثالث والستين، وكذلك بالذكرى الثالثة على انتخابه حبراً أعظم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وعبّر رؤساء العائلات الكنسية في المجلس، وأمينه العام الأب ميشيل جلخ عن أمانيهم الطيبة لقداسة البابا.
وقبل اللقاء نشر المجلس بيانه الختامي التالي:
عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها، بدعوة من الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط بحسب الدستور والنظام الداخلي، في حضور رؤساء المجلس: كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس في لبنان آرام الأول، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلس الثالث، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي إغناطيوس يوسف الثالث يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة المطران منيب يونان، أعضاء اللجنة التنفيذية والعاملين في الدوائر واللجان والأقسام والبرامج في المجلس بضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، وذلك في مركز مار مرقس في مدينة نصر – القاهرة.
بعد الصلاة والتأملات الروحية، درس المجتمعون جدول الأعمال المتضمن: تقرير الأمين العام، تقارير الدوائر واللجان والبرامج وأعمال ونشاطات المجلس وأوضاع اللاجئين والمهجرين بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى واقع الكنائس والأبرشيات في سوريا والعراق خصوصا حيثما فرغت بعض المدن والبلدات والقرى من المسيحيين بسبب ما يعاني منه المسيحيون في هذه الأيام الصعبة.
وأوضح البيان الختامي أن “المجتمعين ركزوا على أهمية الوحدة المسيحية بالدعوة إلى توحيد تاريخ الإحتفال بعيد القيامة، وكذلك العمل على تعزيز دوائر المجلس وبرامجه وتسهيل وصولها إلى العالم ولاسيما إلى المسيحيين في الشرق الأوسط. وتطرق المجتمعون إلى علاقة كنائس الشرق الأوسط بالكنائس المسيحية في الغرب لاسيما منها المنظمات المسيحية التي تشاركنا الهواجس والشعور والمحبة المسيحية. كذلك تمت دراسة موضوع الحوار المسيحي الإسلامي الذي هو ركيزة أساسية في علاقتنا مع شركائنا في الأوطان والمصير”.
وناقشت اللجنة التنفيذية للمجلس “الحضور المسيحي في الشرق وما يتعرض له المسيحيون في بعض البلدان من أعمال تهجير وخطف واضطهاد”. وطالب المجتمعون “رؤساء الدول وصانعي القرار من سياسيين وروحيين، عرباً ومسلمين، إلى العمل للحفاظ على التعددية الدينية لأنها أثمن كنز في الشرق والتي ميزت الحضارة المسيحية والإسلامية”، داعين إلى “مواجهة قوى الظلام والهدم والتطرف”.
ولفت البيان إلى أن “رؤساء المجلس وأعضاء اللجنة التنفيذية وجهوا شكرهم وتقديرهم إلى الدول الشرق أوسطية التي أخذت على عاتقها إستقبال العائلات المهجرة قسراً، وتأمين الحاجات الضرورية لهم، ومن أهمها تأمين ذهاب الطلاب إلى مدارسهم”.
ودعا المجتمعون إلى “ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لأهمية هذا الموقع في حياة لبنان، خاصة وأنه المركز الوحيد في البر الآسيوي للمسيحيين”، شاكرين “قداسة البابا فرنسيس لاهتمامه بالشأن المسيحي في المنطقة، وقداسة البابا تواضروس الثاني لاستضافته هذا الاجتماع، داعين “لقداسته وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة، ويصلون من أجل أمن وسلام جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومةً وجيشاً وشعباً”.
وأشار البيان إلى أن “أصحاب القداسة والغبطة والسيادة رؤساء المجلس مع أعضاء اللجنة التنفيذية رفعوا الصلاة إلى السيد المسيح لتقف الحرب في سوريا والعراق. وصلوا من أجل أن يعم السلام في الأراضي المقدسة ولاسيما القدس وأن تحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، كما صلوا من أجل شهداء الأرمن خلال الإبادة العثمانية في الذكرى المئوية للمذابح، وصلوا من أجل إنهاء الاحتلال التركي لجزيرة قبرص. وسألوا الله أن يجمع خرافه في ظل بركة الرب يسوع وأن يحفظ البلاد التي يعيشون فيها ويحفظ سلام العالم كله”.
ابونا ـ تيلي لوميار