أشار الكارينال بشارة الراعي إلى أنه “من أجل الإعتراف بالكرامة والحرية وحقوق الإنسان في البلدان العربية يجب مساعدتها لكي تكون على مثال لبنان، وتخرج من النظام السياسي الديني. ففي هذه الدول، الإسلام هو دين الدولة، والقرآن هو مصدر التشريع المدني، والسلطة السياسية، والقضائية والعسكرية هي في يد المسلمين”.
وأضاف البطريرك الماروني خلال أعمال المؤتمر الذي دعا إليه رئيس أساقفة مدينة كراكوفيا البولندية الكاردينال ستانيسلاو دجيفيش، تحت عنوان ’دور الكنيسة الكاثوليكية في عملية الإندماج الأوروبي‘ قائلاً “في بلدان الشرق الاوسط، باستثناء لبنان، فإن الكرامة والحرية وحقوق الإنسان هي غير محترمة، وذلك بسبب الأنظمة السياسية التيوقراطية. ومع ذلك ينقل المسيحيون هذه القيم من خلال الحوار في الحياة، والحضارة المشتركة والمصير. ومن هنا أهمية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط”.
ولفت إلى أنه “مع موجة المهاجرين من حضارات مختلفة، واليوم مع مئات الألوف من النازحين الذين يطلبون اللجوء إلى الدول الأوروبية، ويدخلون إليها بطرق غير شرعية، تتمازج عدة حقوق مرتبطة بالحرية؛ حق اللجوء، حق الإستقبال بروح إنسانية، حق اختيار هذا البلد أو ذاك”، مشيراً إلى أن “هذه الحرية المتعددة الأشكال يمكن استغلالها من قبل أيديولوجيات إجرامية، كما يمكن تحويلها إلى أدوات لخلق الفوضى وفقدان الأمن. لذلك يجب التنبه إلى حدود هذه الحرية، سواء لناحية الخير العام، أو للحفاظ على الحضارة والثقافة الخاصة، بالبلد الأم أو ببلد الإستقبال”.
وتابع البطريرك الماروني “لإنقاذ الهوية الأوروبية وتسهيل الإندماج، ولمساعدة الدول العربية للحفاظ على هويتها وإرثها الثقافي، يجب على الأسرة الدولية، وبشكل قاطع، أن تبذل كل قوتها لوقف الحروب الدائرة في سوريا، العراق، اليمن وفلسطين، وأن تجد حلولاً سياسية لسلام عادل دائم وشامل في المنطقة. كما يجب أن تؤمن عودة النازحين واللاجئين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم مع تأمين حقوقهم بالمواطنة”.
وختم بالقول: “نحن مسيحيو الشرق نفضل استمرار عيشنا التاريخي المشترك مع المسلمين، فنحن وإياهم ومنذ 1400 سنة نعيش معاً في ظروف قد تكون صعبة أحياناً. لقد نقلنا إليهم قيمنا المسيحية وأخذنا منهم قيمهم الإسلامية، واستطعنا خلق الإعتدال والإنفتاح لدى المسلمين في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن “الدعم الذي تلقاه المنظمات الإرهابية والمتطرفة، والممرات الحرة لدخولها”، فإنه بالتالي “ندمر الإعتدال ونلعب بالنار التي تهدد استقرار وسلام العالم”.
أبونا