وقال الأب عبد المسيح فهيم الفرنسيسكاني، الأمين العام “ندعو إلى إضراب مفتوح للحصول على حقوقنا بنسبة 100% من أجل طلابنا والمساواة التامة بالمقارنة مع مدارس إسرائيلية أخرى”. وأضاف “عشية العودة إلى المدارس، لم نتلقَ أي جواب على مطالبنا من وزارة التعليم، ولهذا لا نملك أي خيار سوى البدء بالإضراب”.
يذكر أن المدارس المسيحية في إسرائيل يبلغ عددها 45 مدرسة، يدرس فيها نحو 33 ألف طالب، ويعمل فيها 3 آلاف معلم. ويدفع أهالي الطلاب ما تبلغ قيمته 5 آلاف شيكل سنوياً (1300 دولار) كأقساط مدرسية، بينما القسم الباقي والذي يقارب 10 آلاف شيكل فيتم عبر منح خاصة ومخصصات حكومية.
ونظراً لإعتبار إسرائيل المدارس المسيحية مؤسسات “غير معترف بها”، فإنها تقوم بتمويلها بنسبة 65% والباقي يعتمد على أهالي الطلاب. ولكن التمويل انخفض إلى 34% قبل عامين، في حين وصلت نسبة المخصصات هذا العام إلى 29% من كامل التكلفة المالية للمدارس الابتدائية.
وفيما يلي النص الكامل للبيان الصادر عن الأمانة:
تقوم مدارسنا المسيحية منذ مئات السنين بتقديم خدماتها التعليمية لأهل البلاد من كل الطوائف والديانات، وعملت الكنائس والاديرة المختلفة على تطوير مباني ومنشآت المدارس وترسيخ رسالتها التعليمية والاخلاقية على أسس محبة الله والانسان. وهي تصنّف، منذ عدة عقود، كمدارس “معترف بها غير رسمية” وتمول جزئياً من وزارة المعارف. لكن وزارات المعارف المتعاقبة اتّبعت في السنين الاخيرة سياسة تؤدي إلى تجفيف هذه الصروح التعليمية، فشنّت حملة ممنهجة ضد مدارسنا وقامت بشكل احادي الجانب بتقليص المخصصات الممنوحة لها بنسبة تعادل 45% عماً كانت عليه من قبل، ووصلت نسبة المخصصات الى 29% من كامل التكلفة المالية لمدارسنا الابتدائية. ولم تكتف الوزارة بذلك بل أقفلت الأبواب أمام معلمينا في المدارس الإبتدائية للمشاركة في الاستكمالات ومنعوا المرشدين من العمل مع معلمينا وحتلنتهم بما يجري من تطورات في الساحة الأكاديمية. وفي الفترة الأخيرة، ومن أجل إحكام القبضة وتشديد الخناق، قامت بإصدار منشور تحدد فيه نسبة الجباية من الأهل مما شكل ضربة قاصمة ستؤدي حتماً الى منع استمرار عملها!
لصد هذه الهجمة الهوجاء على مدارسنا قام فريق المفاوضات المكلّف من الهيئة الإدارية للأمانة العامة بعمل مكثف وطويل من اتصالات واجتماعات مع الوزارات والكنيست ومع هيئات اجنبية رفيعة لتوضيح الازمة في الاعلام المحلي والاجنبي. امتد هذا العمل لفترة سنة ونصف واشتمل مفاوضات مباشرة مع لجنة من وزارة المعارف والتي حاولت زجّنا في خانة تضطرنا لقبول الاقتراح بأن نتحول الى مدارس رسمية – وهو عرض رفضناه. كما اقترح وفد وزارة المعارف أن نتحول لمدارس ذات ميزة خاصة يتيح لمدارسنا جباية مبالغ طائلة من الاهالي. ولكننا رفضنا ذلك وطالبنا بزيادة نسبة تمويل مدارسنا ومساواتنا بمدارس اخرى تقع تحت نفس تصنيف مدارسنا لتخفيف العبء عن الأهالي.
ولما وجدنا أن هذه المقترحات ستؤدي إلى رفع الأقساط المدرسية على حساب الأهالي، وستمس برسالتنا التربوية قمنا باتخاذ خطوتنا بإيقاف المفاوضات وقمنا بمظاهرة تحذيرية يوم 2015-5-27 أمام مبنى وزارة المعارف بحضور 5 مطارنة وعشرات الراهبات ورجال الدين و9 أعضاء كنيست ومئات الاهالي وافراد طواقم المدارس. لكن الوزارة تابعت في تعنتها وصعّدت من خطواتها وقام لواء الشمال بإصدار رسائل تحذيرية ضد عدد من مدارسنا وصلت إلى حد إيقاف تجديد الترخيص من جديد.
على إثر فشل المفاوضات قام رئيس الدولة السيد رؤوفين ريفلين بمبادرة مشكوراً ودعا لجنة المفاوضات ووزير المعارف الى بيته يوم 24 آب. وكما اوضحنا في بياننا السابق فان الاجواء والتصريحات كانت ايجابية، وبناء عليه تقرر أن يجتمع الوفد المفاوض مع مندوبي الوزارة لتحديد آلية موازنة جديدة لكن هذه الاجتماعات باءت بالفشل هي الأخرى لأن الزيادة المقترحة لا تتجاوب مع أدنى متطلباتنا، وتبين لنا أن هدفها هو كسب الوقت وإيقاف كل خطواتنا الاحتجاجية.
إننا نرى ان المبلغ المقترح لا يفي بالغرض ولا يسد الفجوة الهائلة التي سببتها التقليصات منذ سنوات طويلة ولا يؤدي إلى إيقاف سياسة التمييز بحق مدارسنا ولذلك قررنا أن نقوم بسلسلة خطوات احتجاجية أولها الإضراب المفتوح ابتداءً من الأول من أيلول، ونؤكد لكم أننا قمنا بتفكير عميق ودراسة وافية قبل الإقبال على هذه الخطوة التي لن نتراجع عنها حتى الحصول على حقنا كاملا. كما سنقوم بخطوات احتجاجية عديدة سترافق الاضراب.
إننا واثقون أن الأهل الكرام يتفهمون أهمية هذه الخطوات وسيقفون بعون الله إلى جانب مدارسهم ومؤسساتهم، ونحن بدورنا نتعهد بتعويض الطلاب عن اي خسارة تعليمية مع انقشاع هذه الغيمة وعودة طلابنا للدراسة في وقت قريب ان شاء الله.
“ان كان الله معنا، فمن علينا”
الأمانة العامة للمدارس المسيحية